سبيل الهدى

سـبــيــل الهـــدى 

سلكت يوماً طريقاً غير مستقيم ,ربما كان ذلك بسبب جهلي أو ربما لقلة خبرتي وربما كان 

لضعف أو ضياع , أو كان استسلاماً لهواي واتباع لخطوات الشيطان التي لم أدرك أنني 

أسير على خطاه ,أو قد أكون علمت ولكنني لم أفكر جيدا إلى ماذا سيقودني هذا ولاين 

سينتهي بي المطاف , بدا كل شيء جميل وبدا ذلك الطريق لي ليس بالسوء الذي هو 

عليه في الحقيقة ,وما كان ذلك سوى من تزيين الشيطان ,أعمى بصيرتي عن الحق ودخل 

علي من نقاط ضعفي وسوس لي ليلاً ونهاراَ بأن ما أقوم به ليس خطأ او حراماً إنما هو 

الصواب , واستمر هذا الحال إلى أن بدأت عواقب خطيئتي وعدم استقامتي تظهر علي بين  
أهلي ودراستي , على نفسيتي , وفي كل شيء أحب , بدأت خطاي تثقل وبدأت  

نفسيتي تتعب و تفوح منها رائحة الخطيئة النتنة , اختنقت أنفاسي وضاقت علي الأرض بما

 رحبت , واسودت الحياة في وجهي , بدأ الأرق وقله النوم يلازماني , وتلك الكوابيس 

المخيفة تلاحقني, سُقيت من كاس المرار ولم أذق راحة البال منذ ذلك الوقت ولم يتوقف 

عقلي عن التفكير بدأت المخاوف تراودني وفقدت الأمان والسكينة والهدوء,فقدت كل 

شيء جميل رزقني الله به يوماً في حياتي وأولها ( أنا ) خسرت نفسي ,خسرت مبادئ 

وصمودي خسرت ثقتي بنفسي ,خسرت تلك الفتاه القوية صاحبه الكبرياء المتواضع فيما 

يتعلق بأمور دينها وحيائها واستقامتها خسرت مكانتي التي منحها لي ديني وتلك لؤلؤه 

الكمينة في أعماقي تلك الثمينة التي يصعب الوصول أليها , الممتنعة عن كل ما يغضب الله 

ويغضب أهلها , صاحبة القناعة , وأيضا عقلانيتي ومنطقيتي " خسرت شخصية تعبت حتى 

بنيتها في داخلي " ... أعظم خسارة أن يخسر الإنسان نفسه وأعظم ظلم أن يظلمها .. وانأ 
عظمت خسارتي وظلمي منذ أن سلكت منعطفاً يقوده الشيطان .

وبينما انا على هذه الحال , شيء ما في داخلي يصيح ويأن يهمس لي بصوت خفيف شافق

 معاتب بأسلوب مؤلماً تارة وحنون تارة أخرى , بدأت أصغي  لذلك الصوت الذي هجرته

 لمدة طويلة كادت تردي بي إلى الهلاك , سمحت له بالتحدث لي , بدأت ارتاح لسماعه 

وفي نفس الوقت كم كانت تؤلمني كلماته," نعم الحق يؤلمك حينما تدرك انك على باطل", أنا 
لا زلت على هذا الطريق المظلم الموحش ولكن هذه المرة وبوجود الصوت الذي بدأ يعلو في 

داخلي أكثر فأكثر, حتى سمعت صداه يموج في داخلي وكأنني بهذا كنت نائمة فأفقت وإذا 

بنور ساطع يلفني وكأن غشاء الظلام أزيح عن بصري استيقظت من غيبوبتي ووعيت 

أين أنا وعلى أي حال كنت ومع من كنت أسير في بداية أمري , شعرت حينها بالندم 

الشديد , شعرت بمدى سوء عملي وحال قلبي الذي مات وامتلئ بنقاط سوداء من 

الذنوب , ياااا كنت مفرطة في جنب الله L . وكم شعرت بالخجل الشديد  من نفسي أمام 

الله , أيعقل أيعقل !! .. .. بعد أن منّ عليّ بنعمه الإسلام ورزقني بوالدين يكرمانني ويحباني 
وربياني وتعبا لأجلي ورزقني بالعلم والتوفيق , كيف لا أذكر انه جل جلاله منّ علي بنعمة 

البصر والسمع والعافية والكثير الكثير الذي لا يعد ولا يحصى وفوق كل هذا اعصيه 

واستغلها فيما يغضبه ويجلب علي سخطه جل في علاه , يا لوقاحتي بت صغيره في عين 

نفسي متعجبة من أمري ما الذي دهاني والى أين قدت نفسي وأي طريق هذا الذي 

سلكتهُ , صدقا لم أصدق إنني كنت في معصية ولا أصدق كيف وقعت في شباك 

الشيطان الرجيم الذي لم يلبث حتى جرني بتزيينه وهمسه ونفخه إلى معصية الله , منذ أن 
وضعت قدمي على أول طريقه الأعوج ومنذ أول خطوة شيطانيه فيه لم البث إلا أن ولجتهُ 

وبت في متاهة وضياع عن الحق والنور والهدى والرشاد , يااااااااااااااااااااااا .

صدقا عدواً لا يستهان به إن كنت ضعيف الإيمان وغير متعلق بالله غير مخلصا له في 

أعمالك وجاهلا لأمور دينك ولما حرم الله كنت أفضل فريسة للشيطان ومن ضحاياه . " وانأ كنت واحداً من هؤلاء L " .


بعد هذه الوقفة والحديث الطويل الذي فيه من المعاتبة والمحاسبة والملامة ..تساءلت كيف 

لي إن أعود للطريق المستقيم ؟!... من سَيُدِلَني على طريق الحق وسبيل الهدى والرشاد ؟ 
.... من سيُعينني على أهواء نفسي , لمن سألجأ وأستغيث حتى احمي وأصون نفسي من 

ذلك الخبيث عدوي اللدود المسمى " بالشيطان " ... ما هي الوسيلة حتى أزيل هذه 

الذنوب والمعاصي عن كاهلي التي أثقلت وعرقلت مسيرتي ؟! .... فلم أجد الاجابه عن 

أسئلتي سوى " بالتوبة النصوحة إلى الله " .... بالعودة والانابه إليه بالتذلل بين يديه بأن 

أخضع له بقلبي وجوارحي , بان أسأله وأرجوه بأن يقبلني آمةً تائبة نادمةً متحسرة 

ومستشعره بذنبها وخطيئتها نادمه معاتبة لنفسها لما, ملحةً راجيةً عفوه ورضاه, بان يغفر 

لي ذنبي ويعفو عني ويرحمني برحمته التي وسعت كل شيء , أرجوه خوفا من جبروته 

وعظمته وعقابه وقدرته وقوته وعلمه وبصيرته , خوفا من أقف يوم القيامة بين يديه وتلك 

الذنوب لم أتب منها بعد , خوفا من الموت بسكراته ومن القبر وعذابه ومن النار وشدتها , 
أدعوه طمعا برحمته ولطفه وحلمه  وبحسن ظني به وثقتي بأنه يقبل  من يعود إليه ويتوب 

على من يقر ويعترف بذنبه وخطيئته بصدق وإصرار .


وحينما نظر الله في قلبي ووجد فيه من الخير والصدق ما يشفع لي حتى سلط علي نور , 

أظهرت لي لافتات على حواف الطريق ترشدني للمسار الصحيح , زال الظلام واتضحت 

الرؤية وخفت خطاي كالريشة أصبحت يسابقها النسيم , اتسعت الأرض , شرح صدري 

واتسع جوفي وامتلئ بأنفاس السكينة والاطمئنان , راحة غمرتنني , وهدئ بالي وبدأت 

فقط أفكر كيف سأشكر ربي الذي منّ علي وهداني للطريق المستقيم J .. ووعدت بان لا 

أعود لذلك الطريق أبداً , فسألت الله العون والثبات و الهدايه والعفاف والغنى وان يرزقني 

قلباً يحبه ويخافه ويخشاه , وسألته ان يوفقني لما يحب ويرضى , وها أنا ذا أجاهد نفسي 

وأهوائها وأستعيذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم الذي 

يسير معي كظلي ليس لهُ علي سلطان طالما كنت مخلصه لله في قولي وعملي , طالما 

كنت مع الله كما يريد يكن الله معي كما أريد وفوق ما أريد , وان دمت لله على ما يحب دام الله لي ما أحب .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه وأعوذ بالله من شر بصري وشر 

سمعي وشر لساني وشر منيتي وأعوذ بالله من شر نفسي وما فيها وأعوذ بالله من شر 

الشيطان وشركه وان اقترف على نفسي سوءً أو أجره إلى مسلم , اللهم إني رحمتك أرجو 

فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفه عين .

وفي الخاتمة أذكركم  بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تجدون فيه  ملخص قصتي , حيث  قَالَ عليه الصلاة والسلام   : " ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ، وَعَلَى جَنْبَيِّ الصِّرَاطِ سُورٌ فِيهِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الأَبْوَابِ أُرَاهُ ، قَالَ : سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلا تَتَعَوَّجُوا ، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ ، فَإِذَا أَرَادَ فَتْحَ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ ، قَالَ : وَيْحَكَ لا تَفْتَحْهُ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ ، فَالصِّرَاطُ الإِسْلامُ ، وَالسُّتُورُ حُدُودُ اللَّهِ ، وَالأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقَ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ " .  

شارك : جوجل بلاس

الكاتب : صفحات مهجوره

ادمن : صفحات مهجورة
    تعليقات الموقع
    تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق