قال تعالى :(وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)



نعم الله علينا
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين


 قال تعالى :(وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)

المتامل في هذه الايه والمتمعن في معناها يجد فيها ما يستحق الحمد والشكر, لان هذه الايه تنفي قدره الانسان على احصاء نعمه الله التي انعمها عليه ,فلكمه نعمه هي مفرده جمعها نِعم ,ولكن استخدمت مفرده في هذه الايه لتدل على ان الله _"عز وجل_انزل نعمه واحده علينا الا وهي الرحمه ,واحتفظ بتسعه وتسعون نعمه لنا في السماء فسبحان الله جل في علاه نعمه واحده تضم بين حروفها نعمٌ لا تُعد ولا تحصى,فكيف ان نزلت كلها ؟!
ما اكرم خالقنا وأعظمه ولولا رحمه الله علينا لهلكنا لكن سبحانه مدبر الامور عالم الغيب له الحكمه في كل قضاء وقدر وكل ما يصيبنا في هذه الدنيا من خير او شر ,فما علينا نحن البشر سوى ان نحمد الله على كل حال وفي كل حين وان نشكره على كل صغيره وكبيره فلا نحزن ولا نيأس ولا نتذمر او نتسائل لماذا يحصل لنا هذا ,وعسى ان نكره شيئا وهو خيرا لنا وعسى ان نحب شيئا وهو شر لنا ,لذلك ما على المسلم سوى الصبر والاستعانه وحسن الظن بالله,فما يسلبك الله شيئا الا وعوضك بخير منه ولا يعطيك شيئا الا وفيه الحكمه ,قال تعالى:( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) ايه تفسر نفسها بنفسها فالله _عز وجل_يَعِدُ عباده بزياده النعمه اذا شكره وحمده واستخدمها فيما يرضي الله ,وهذا كفيل بأن يجعل الانسان طامع في رحمه ربه سائلا الله من فضله ,فهذه علاقه العبد بربه علاقه ثقه وحسن الظن خوفا ومحبه طمعا ورجاء..

ولكن هناك من هو جاحدُ لنعمه ربه غير معترف لفضل الله عليه وينكر ما اسبغه الله عليه من نعم ورزق وصحه وعافيه وعطاء واولاد ومال وعلم وحسن الخلق ,ومتشائم وينفي دائما انه يملك ولو نعمه واحده او انه لا يتذكرها او يجهلها ,فان اصابه سوء تراه مسود الوجه عديم الثقه بالله مهموم فينسى نعم الله الاخرى ويقف عند زاويه مظلمه في حياته فيعيش في تعاسه وشقاء, لا يلجأ الى ربه دائم الشكوى والتذمر لا يرجوا الله الرحمه ولا يسال الله ان يزيل همه او يعوضه ينسى الله تماما ,فكيف لله _عز وجل_ ان يذكره "{نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ }
فأياكم ان تكونوا من هؤلاء الجاحدين وكونوا من الذاكرين المحدثين بنعمه الله ((وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)),واعلموا ان الله لم يصيبكم بشيء الا لحكمه فما عليك سوى ان تحمد لله على كل حال وتسير مع الله كما يريد ليسير معك كما تريد وفوق ما تريد ,وترضى بما كتبه الله لك وتضمر في نفسك وتتأمل بان الله سيعوضك ويعطيك مالم تتوقع امتلاكه لذلك قل لعله خير فانت لقوله تعالى :((لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) ,

وهناك من يؤتيه الله من فضله ويعطيه من نعمه الكثير والكثير ولكن وللاسف تكون سببا في ضياعه وانجرافه وغرقه في اللهو والاسراف والتبذير واستغلالها في معصيه الله ,ولكن الله _عز وجل_يعطيه ويعطيه ويعطيه وهو لا يزال يعصي ويعصي حتى يسلبه الله كل ما اعطاه فيكون ذلك جزاءه قال تعالى :(وعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )

وما هذا سوى فيض من غيض لما اود ان اشارككم به ولكن ولاكون صادقه عجز قلمي عن البوح بما يجول في خاطري فانني وبصدق عاجزه عن وصف نعم الله علينا وقدره الله جل في علاه تبارك وتعالى صاحب الاسماء العلى رب العرش الكريم وذو الجلال والاكرام بديع السموات والارض الكريم الرجيم على عباده لذلك وفي ختامي ,,,أسال الله لي ولكم ان يبارك لنا في اعمالنا ويحفظنا ويسدد خطانا لما يحب ويرضا دوما ويرحمنا برحمته التي وسعت كل شي ويغفر لنا ويتجاوز عنا سيئاتنا ويرضا عنا ويصلح حالنا لنستحق جنته ويحسن خاتمتنا ويرزقنا الجنه بغير حساب ولا سابق عذاب.

شارك : جوجل بلاس

الكاتب : صفحات مهجوره

ادمن : صفحات مهجورة
    تعليقات الموقع
    تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق