قال تعالى: (" وَمَا خَلَقْت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)



خلافه الأرض

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

قال تعالى: (" وَمَا خَلَقْت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)

ايه صغيره تحمل في طياتها الكثير ,فالانس والجن لم يخلقوا عبثا من دون هدف او غايه مصداقا لقوله تعالى:" أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ" بل خلقوا لعبادة الله-عز وجل-وحده لاشريك له مخلصين له الدين حنفاء ,فالله جل في علاه خلق الانسان لخلافه هذه الارض والسعي فيها وميزه عن غيره من المخلوقات وامر الملائكه بأن يسجدوا لادم فسجدوا له الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين,لذلك يجب علينا عماره هذه الارض والسعي فيها واستغلال مواردها وما فيها بما يرضي الله وذلك يكون بأداء الفرائض في اوقاتها والالتزام بالطاعات والاعمال الصالحه واخلاص النيه لله,قال تعالى:" هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا في مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا من رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور"اي: هو الذي سخر لكم الأرض و ذللها، لتدركوا منها كل ما تعلقت به حاجتكم,فحينما يدرك الانسان هذه الغايه ويفهمها بالشكل الصحيح أخذ على عاتقه ان يؤديها كما يجب وبأحسن حال فهو بذلك يصلح نفسه ونيته ليحقق تلك الغايه وينال رضا الله,وقد تجلى ذلك عندما خاطب الله ملائكته قائلا:" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً "

 

واول من سكن هذه الارض كان سيدنا ادم وزوجته حواء من بعد ما اغواهم الشيطان واكلوا من الشجره التي منعهم الله ان يأكلوا منها فأتى امر الله :" قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ" فسارع ادم عليه السلام الى التوبه وطلب المغفره قال تعالى:" فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"

 

واراد الله ان ينتشر ابناء ادم عليه السلام في الارض ويعمروها فامر أدم عليه السلام ان يواقع حواء ، فغشيها وولدت له هابيل ، وقابيل ...الخ ,

اما بالنسبه لعلاقه الانسان بالشيطان كما ذكرت الايه الكريمه فهي علاقه عداء ولان الله فضلنا عليه بخلافه الارض وخلقنا من الطين وخلقه من نار واخرجه من الجنه مذءوما مدحورا مصداقا لقوله تعالى:" قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ"

توعد الشيطان بان يغوينا ويخرجنا من النور الى الظلمات ويزين لنا اعمالنا ويضلنا عن الصراط المستقيم لندخل في طرق الشبهات والمحرمات ونتجاوز حدود الله فنكون من الخاسرين ,قال تعالى:" قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين" نفهم من هذه الايه الكريمه ان الشيطان يحوم جولنا من اليمين والشمال ومن الامام والخلف يوسوس لنا ويغرينا ويحاول ان يسيطر علينا لنكون من اتباعه و أوليائه فمن تبعه ساء مصيره وشقى في حياته ومات قلبه ودفنت روحه في السراب والظلام وحبط عمله وكان من اهل النار,اما من اتخذ القران الكريم سلاحا وسنه نبيه منهجا واستخدم عقله ليسير على طريق الحق والهدى واهتدى بذلك الي الصراط المستقيم وسار عليه بعون من الله وهدا منه ورحمه قال تعالى : "اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم (6)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّين"

هذا الدعاء من اهل الخير والصلاح يدعون الله ان يهدي قلوبهم ويسيروا على الصراط المستقيم وليكونوا من الذين انعم الله عليهم من فضله ورضي عنهم ( غير المغضوب عليهم) وهداهم الى نور والحق وان لا يكونوا من الضالين التائهين , هؤلاء هم ذوي النيه الخالصه اصحاب القلوب المؤمنه والنفوس الطاهره الذاكرين الله كثيرا والشاكرين له في السراء والضراء هؤلاء هم من استثنى الشيطان بان يغويهم قال تعالى:إِلَّا عِبَادك مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ " "أي ان الشيطان لا يستطيع ان يضلهم وان يضحك عليهم ويتلاعب بافكارهم بسواسه وما يزينه من اعمال الباطل وان فعل احدهم ذلك تجدهم يسارعون الى التوبه وطلب المغفره من الله هؤلاء اخبرنا الله عنهم بقوله :" إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَك عَلَيْهِمْ سُلْطَان إِلَّا مَنْ اِتَّبَعَك مِنْ الْغَاوِين"

أؤلائك يؤتيهم الله في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه ويقيهم عذاب النار كلما سألوا الله ذلك ,فسبحان الله الكريم سبحانه ما اعظم شانه سبحانه لا اله الا هو غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ,سبحانك انت الذي قلت :أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " " تخاطب بها عبادك وتسالهم من هم الاهدى الذي يمشي في الارض مكبا على وجهه أي كالدابه التي تمشي على وجهها دون ان تفهم او تعي تسير في ظلمات وضلال ام الذي يمشي على الصراط المستقيم ذلك الصراط الذي فيه النور والهدى الذي يؤدي الى الجنه ونعيمها والعيش الرغيد الحياه الخالده " لا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ"

 

وفي ختامي اقول لا يوجد انسان بلا اخطاء او ذنوب اولا زلات او شهوات بل لا يوجد من هو كامل لان الكمال لله وحده فقط لا يمكن لنا ان نكون معصومين وليست العبره بان لا نخطأ ولكن العبره بان نتوب ونعتبر بعد الخطأ وسمعت ذات يوم روايه بان الله لايلقي من يحبهم في النار لذلك اسال الله ان يرزقنا حبه وحب كل من يحبه وحب كل عمل يحبه واسال الله ان يثبت قلوبنا ع الدين فنكون من الطائعين الشاكرين الذاكرين الخاشعين التائبين الصالحين واسال الله ان يغفر لنا ذنوبنا جميعها ما تقدم منها وما تاخر واساله بان يرحمنا برحمته التي وسعت كل شي واساله الجنه واعوذ به من النار.

شارك : جوجل بلاس

الكاتب : صفحات مهجوره

ادمن : صفحات مهجورة
    تعليقات الموقع
    تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق