تأملاتها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وعلى آله وصحبه آجميعن
وبعــــــد:
في هذا الزمن العجيب .. زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر ..وجدت نفسها غريبة وحيده ...نظرت للناس نظره تأمل واستفهام وتعجب ...وَجدت فئة منهم  ساهون ,غافلون ,كل منهم يعيش دنياه كأن لا آخره له ,بعيدون عن الله ,لمتاع الدنيا وغرورها وزينتها يسعون , ربما عن الآخرة ولعذاب الموت والحساب يعرفون إلا إنهم لا يتعظون ,سولت لهم أنفسهم إلى معصية الله ,وزين لهم الشيطان أعمالهم فأعمي أبصارهم عن خشيه الله ,وأغلق قلوبهم وأسرها خلف المعاصي والأوهام فبث فيها حب الدنيا الزائلة وكل ما عليها فان وبذلك كانوا له أولياء.

سألت نفسها ! هل هم سعداء؟! ...هل يشعرون بالرضا ؟! ...هل هم مقتنعون ؟! ... هل هم مطمئنون ؟!

كانت الإجابة بعد نظر طويل ...هو ( لا ) ...لماذا يا ترى ؟!
أرادوا المال (أعطاهم الله إياه) ....أرادوا الأولاد(رزقهم الله الأولاد ) ....أرادوا المناصب والجاه والنسب ( كانت لهم ) ...أحبوا اللهو  والفكاهة ..فسمعوا الأغاني يرقصون ويطربون ويفرحون بها ويضحكون يتبادلون النكات والسخرية وعلاقات حب محرمه مع تلك وذاك...قلدوا الغرب بالتفكير واللباس والعادات حتى اقتدوا بهم بكل شيء..يريدون المال والجمال واعتقدوا أن هذا ما يحتاجون إليه أن  هذا يجلب السعادة والسرور وإنهم بهذا تسكن أنفسهم ويرتاحون .....نعم هكذا هم يظنون .. :/

أرادوا الشهادات وحصلوا عليها ...بنو ناطحات سحاب واعتلت منازلهم ...خرجوا في رحلات سياحة وسفر ورفاهية ...حصلوا على كل ما تشتهي أنفسهم من مشروبات ومأكولات وترف ..

هل هم سعداء؟!... _ لا _
أليست هذه مقومات السعادة يسعد بها الإنسان (باعتقاد الإنسان ) ....إذا لماذا ليسوا سعداء ؟! ...لماذا ؟!

نعم هي (نِعم) ... ولكن للأسف أصبحت (نقم) لأنهم لم يعلموا أن الحياة بالبعد عن الله جحيم آخر على الأرض ...ولم يعلموا بأن من أعرض عن ذكر الله له معيشة ضنكا ...وبذلك تصبح حياتهم كالليل المظلم حالك السواد ...ولم يعلموا أن هذه النعم من الله تستحق الشكر " فلم يشكروا الله " ...وجحدوا هذه النعم من الله فاستغلوها بمعصية الله فكانت سببا لأعراضهم عن ذكره وخشيته ...فاشبعوا بها أهوائهم وشهواتهم وعاشوا دنياهم بطولها وعرضها .

لماذا هم هكذا ؟!
لانهم هجروا كتاب الله ..لأنهم لم يتبعوا سنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ...ولم يسيروا على منهجه ولم يقتدوا به ولم يتعلموا سيرته وعاشوها وطبقوها في حياتهم ...ظلموا انفسهم ونسوا الله فانساهم انفسهم ...لانم لم يزهدوا في الدينا ..لأنهم لم يخشوا الله ...ولم يتقوه حق تقاته ...لانهم لم يستشعروا رقابه الله عليهم ...ولم يتوبوا الى الله ولم ينيبوا اليه ....ولا يستغفرون ....لأنهم في ذنوبهم غارقون .....وللمعاصي والمحرمات مرتكبون ..وذلك لغفلتهم بان الموت قريب منهم وسيأتيهم في على حين غفلة منهم أينما كانوا وكيفما كانوا وفي أي وقت وعلى أيه حال ...يعيشون يومهم على إن يعيشوا غدا ..وربما ...و ربما ...وربما ....الخ .

وقفــه آخري ....صمت طويل... نفس عميق ...تلاها سؤال ؟!
هل كل من على الأرض هكذا ؟ أجابت _لا _
إذا ماذا ؟! ..

هناك فئة بين ذلك وذلك ؟! بالوسط ...كيف ذلك ؟
هم أناس شبه تائهون ... هناك شيئا بداخلهم يجعلهم مذبذبون يريدون الفوز بالآخرة والنصف الآخر لمتاع الدنيا راغبون ..فتجدهم تارة على طاعة ....وتارة في معصية ...تجدهم يتحدثون عن الجنة والحساب ...يعرفون الله ورسوله ....وتارة يتحدثون عن مسلسلات وأفلام يسمعون الأغاني ويتداولون أخبار الممثلين والمطربين ... ومره تراهم للقرآن يقرؤون .... عجب عجاب :/
تجدهم ملتزمين بأمرٍ من أمور الدين التزاما شديدا .... وفي نفس الوقت تجدهم لأمور الدنيا ومتاعها الفاني يطلبون متمسكون ... هم بين شاكراً للنعمة وصابرا على المحنه ..وتارة بين ناقم ومتذمر متأفف بين راضٍ وبين ساخط ... لا  تدري كيف هي قلوبهم (سبحان الله ) !!

هم أناس يذوقون الفرح مره ....ويصب عليهم الحزن دفعه واحده ..حياتهم بين حزن وسعادة غير مستقرين ( الحياة بذاتها هكذا ) لكن هم شعورهم مختلف ..قد يتأففون من القدر ولا يرضون بما قسمه الله لهم...هم بحاجه لعون الله والاستعانة به ويسألونه من فضله ...هم بحاجه ماسه للدعاء ولله هم فقراء ....ولكنهم مقصرون بذلك لذلك هم " متقلبون" .... أمامهم الصراط المستقيم وبين يديهم نور يسيرون به عليه ....لكن تزل أقدامهم فيدخلون أبوب الشبهات ويتعدون حدود الله فيضلون الطرق ....لماذا ؟!

تجدوهم يقرؤون القرآن لكن لا يذوقون حلاوته ....يقرؤونه ليس رغبه في تدبره وتعلمه أينما وأينما لأنه فقط فرض عليهم ...أو ربما هم له هاجرون (إما بقراءته , أو بتدبره ,أو بأخذ ما فيه من أحكام)....يصلون الصلاة كأنها مجرد حركات سريعة يخطفونها من وقتهم ليرتاحوا منها لا ليرتاحوا فيها ويطمئنوا....هم هكذا فقط لأنهم مسلمون وإنها مفروضة عليهم....((الله أعلم ما في قلوبهم ونواياهم وارحم بهم من أمهاتهم...اسأل الله إن يهديهم فيعبدوه حق العبادة وحق الشكر وحق تقاته والخوف منه ومحبته ))

ليسوا سيئين ولا يحق لي أن احكم عليهم بشيء فأنا مثلي مثلهم أمه  وقلبي بين يدي الله يصرفه كيف يشاء لكني أراهم جاهلون ..يعرفون الله حق المعرفة ...ألم يقل الله في كتابه..."إنما يخشى الله عباده العلماء "بقدر معرفتهم لله يخشونه ,,لذلك تجد عبادتهم ليس على الوجه الذي يبغي لهم إن يعبدوه ...هؤلاء أشعر بأنهم كالأطفال وسط مدينه كبيره تائهون فيها ...يحتاجون الله كثيرا ..يحتاجون الهدايةة والنور ليسلكوا سبل الرشاد وطريق الهدى....هم بحاجه ماسه للاستعانة بالله حتى يعينهم على ذكره وشكره وحسن عبادته

هم أيضا يحتاجون لصديق صالح يمسك بيدهم ويشد عليها نحو الحق يدلهم على الطريق الصحيحة الذي يقربهم من الله والى نور الهدايةة وربما يحتاجون لابتلاء أو مصيبة أو لموقف يأخذون منه العبرة حينما تصيبهم يلجئون إلى الله ويسارعون إلى طلب النجاة والشفاء من الله وبهذا يذوقون حلاوة الدعاء وحلاوة التضرع والتذلل لله يشعرون بفقرهم     
وحاجتهم  الماسة لعون الله وبان الله غني عنهم وعن عبادتهم وان ما يقومون به  من خير أو شر فلا نفسهم  لا يضر الله ولا ينفعه فبذلك وكأن النور والهدى غمرهم فيهتدوا ويتوبوا وينيبوا إلى الله ويدركوا تماما إن ما مضى من حياتهم من عباده غير لائقة بالله كانت هباءً (إلا من رحم الله)وإنهم كانوا مقصرين وجاهلين مفرطين في غير من أمور الدين ربما غافلون عنها أو نسوها.وأدركوا إنهم كانوا يعلمون الحرام والحلال ولكن ينعكس هذا على سلوكهم أو طبقوه في حياتهم .
هـــذه ليسـت النهــايـة
فهناك فئة ثالثة ,كتب لها الهدايةة والصلاح ,استقامت أنفسهم وأنار الله لهم طريقهم وهداهم سبيل الرشاد ,وأنار عقولهم ,واطمأنت قلوبهم,خضعت جوارحهم كلها لله ,اتقوا الله حق تقاته ,تابوا إلى الله في كل وقت وحين ,أنابوا إلى وتقربوا منه , سعوا لنيل رضاه ,طمعوا لما عنده من خيرات  ,زهدوا في هذه الدنيا , يسألون الله العفو والعافية يرجون رحمته ويخشون عذابه ,وفي كل خطوه يسيرون بها وضعوا مخافة الله بين أعينهم ومحبته في قلوبهم ,استشعروا رقابه الله عليهم ,اعلموا انه مطلع على ما يسرّون وما يعلنون .,بادروا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,متمسكون بدين الله وقدره , راضيين بما قسم الله لهم ,يحمدونه على كل حال ,في السراء والضراء ,يخافون النار ويتعوذون منها, يسألون الله الجنة (ويسارعون إليها) بالعمل الصالح , أولئك هم المقربون يسألون الله أن يرضى عنهم ويغفر لهم ويحبهم يتوكلون عليه في كل أمر ,مع السعي الدائم والعمل الصالح والقول الحسن والكلمة الطيبة والنية الخالصة ,هم ,,.<صالحون ,عابدون ,شاكرون ,ذاكرون ,صابرون , محتسبون > , هم ليسوا متشددين ولا معقدين كما يعتقد البعض ولا منطوون على أنفسهم بالعبادة فقط ,,,, لا ,,, بل م _(يعيشون دنياهم لآخرتهم )_ كيف ذلك ؟

علموا  أن  الله خلقهم لعبادته وأنهم  مأمورين بخلافه الأرض , لذلك كل عمل يقومون به في هذه الدنيا يقومون به لوجه الله ونيل رضاه والفوز بجنته ,يعمرون الأرض بالدين بالعلم بالتفكر بالتأمل بآيات الله وخلقه ,هم طلبوا العلم لأنه فريضة , صلوا الرحم لأنه واجب , تآخوا فيما بينهم لان المؤمنون آخوه ,أحبوا الخير للناس كما يحبون لأنفسهم لان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ,,هم ساروا على نهجه واقتدوا به واتبعوا سنته ,مع علمهم بأن من يحب الله ورسوله ويتبعه يحبه الله وبذلك يحبه الناس J ,, مقبلين مؤدون لأوامر الله ,معرضين ومتجنبين لكل ما نهى عنه ,هم السابقون السابقون , هم J بفضل الله وكرمه أصبحوا هكذا بأذن الله ومشيئته ورحمته .
آسآل الله لهم الثبات واسأل الله أن يهدينا مثلهم ,,,,

بعد ان انتهت من تأملها في خلق الله : ........

وقفه جمود أو ربما خوف أو ربما أمل _لا تدري_ فهي علمت كل صفه وما تمر به وتعيشه , من أي فئة هي تساءلت ؟! :/
لم تلبث إلا وان  فاضت عينها بالدمع دون نزول حشرت دموعها  بين عينيها علمت إنها ظالمه لنفسها مقصرة وفقيرة لله ,,, خافت أن تكون من الفئة الأولى فتكون من الخاسرين , لامت نفسها كثيرا إن كانت من الفئة الثانية ووبختها ,وسألت الله وتضرعت له وتذللت بأن يزيدها هدى و تقى  وعفاف وغنى ويلحقها بالفئة الثالثة فتكون بذلك ممن فاز بجنته الله ورضاه .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.>وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
شارك : جوجل بلاس

الكاتب : صفحات مهجوره

ادمن : صفحات مهجورة
    تعليقات الموقع
    تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق